جريدة “الأنوار” التطاونية بين حقيقة “الاستقلال” وزعم “التبعية”.
(بدأ الحملة محمد بلال أشمل، أستاذ من المغرب، في تاريخ 20-01-2005 والموقع )
اعلن تضامنك وشارك بالتوقيع في هذه الحملة بالضغط هنا
مقدمة موضوع الحملة:
تكمن أهمية هذه الحملة في تصحيح إحدى الحقائق التاريخية المتعلقة بشؤون الصحافة في الشمال كعينة من مساعي “المصالحة والإنصاف” التي يتنادى بها الناس في المغرب ضد كل أشكال التزييف والتغليط، ومن ثم الحرص على الأمانة العلمية عند التأريخ لوقائع ثقافية او سياسية او اجتماعية من منطلق المسؤولة الحضارية والخس الأخلاقي الذي ينبغي ان يتصالح بها المرء مع نفسه، وينصف بها غيره. ومفاد هذه الحقيقة أن جريدة “الأنوار” الصادرة في مدينة تطاون، لم تكن حال ظهورها لسان حال حزب “منظمة العمل الديموقراطي الشعبي” كما زعم حزب “اليسار الاشتراكي الموحد” في موقعه على شبكة الانترنيت، بل جريدة مستقلة عن أية جهة حزبية او إدارية.
أما مبعث هذه الحملة، فهي أن الموقع المذكور تجاهل رسالتي المؤرخة بيوم 14 شتنبر 2004 التي ألتمس منه فيها تصحيح الخطأ المشار إليه مثله في ذلك مثل جريدة “اليسار الموحد” التي أهملت التماسي فلم يراجعاني في الأمر ولم يعملا بأدب الاستجابة بعد تلقيهما رسالة الدعوة مع أني أرفقت التماسي بما يعزز وجهة نظري لأني كنت ضمن الذين أسسوا الجريدة المعلومة ومن نال شرف تسميتها بـ”الأنوار”.
وإن غايتي أولا واخيرا أن ّتعرف الحقيقة الآتية ، وهي أن هذه الجريدة لم تكن حين صدورها لسان حال “منظمة العمل الديموقراطي الشعبي” ولا لسان حال أية جهة حزبية أو إدارية أخرى، وإنما كانت جريدة حرة مستقلة على الأقل خلال مدة اشتغالي فيها طيلة الأعداد الثلاثة الأولى، ووفق القناعات التي حركتني في العمل داخلها.
أما التضامن معي في هذه الحملة فهو تضامن مع الحقيقة التاريخية المأسوف على تزييفها، و تضامن مع المروءة السياسية المأسوف على ضياعها، ولست هاهنا إلا “العقل” الذي يرفض “الوصاية” عليه في عصر “الأنوار”… ولذلك فأنا أقصد من هذه الحملة ان يعرف الناس الحقيقة من خلال اطلاعهم على هذه الرسالة التي تم تجاهلها فيعرفوا حقيقة لجد ماأعتبرها خطيرة في سياق التعتيم الذي ابتليت به جملة من الحقائق في الشمال…
نص خطاب الحملة:
تطاون العامرة في 14 شتنبر، 2004 .
الإخوة الأجلاء في “موقع حزب اليسار الموحد”
تحية طيبة وبعد:
اطلعت على موقعكم في (www.gsu.ma ) فوجدت أنكم لما تؤرخون لمسار حزبكم، وللمكونات السياسية التي ألفت منه، وتعددون المنابر الإعلامية التي تكلمت باسمه، تضعون جريدة “الأنوار” ضمنها؛ فيستفاد من ذلك أنها أسست في البداية كجريدة تابعة لـ” منظمة العمل الديموقراطي الشعبي” ، ومن ثم ناطقة بلسان حاله.
وبما أني كنت أحد الذين ساهموا في تأسيسها، وحظوا بشرف تسميتها، وكتابة مقال في الموضوع بعددها الفاتح، وتحمل مسؤولية رئاسة التحرير فيها طيلة أعدادها الثلاثة، اسمحوا لي أن أوضح لكم، من منطلق الأمانة التاريخية، أن جريدة ” الأنوار” أسست في البداية كجريدة مستقلة عن أية جهة حزبية، وجعلت غايتها خدمة الإعلام المحلي. صحيح إن بعض مؤسسيها كانوا ملتزمين حزبيا في” منظمة العمل الديموقراطي الشعبي” ، ولكن التزامهم الحزبي لم يكن يعني-حسب فهمي لجوهر الأمور يومئذ- أن تلك المبادرة الإعلامية المحلية هي لسان حال “منظمة العمل الديموقراطي الشعبي” ، ولا تابعة لسلطة القرار فيه؛ ليس لأن هذه الهيئة مما لا يشرف المرء الانتماء إليها، فإن لي فيها أصدقاء أعزاء أحبهم و أحترمهم، وأنديتها رددت محاضراتي، وجرائدها احتضنت كتاباتي ، بل لأن الأصل في تأسيس “الأنوار” لم يكن تبعيتها لهيئة سياسية ما، بل خدمة مشروع إعلامي محلي. هذا إلى أن بعض مؤسسي “الأنوار” لم يكونوا ملتزمين حزبيا، وأنا منهم، علاوة على أن “قيمة الاستقلالية” وقتئذ –كما اليوم- كانت مطلوبة كشرط للمصداقية في التداول الإعلامي المحلي.
هذا حسبما اعتقدته وعملت به طيلة الفترة التي كنت فيها ضمن أسرة تحرير “الأنوار”. أما بعد أن ا اختارت هذه الجريدة سبيلا آخر غير الذي انطلقت منه؛ و بعد أن قدر لها أن تمتد في باقي الوطن، فتصبح رسميا لسان حال الهيأة السياسية المذكورة، فهذه أمور أخرى قد تعطيكم العذر فيما مضيتم من كون “الأنوار” تابعة لأحد مكونات حزبكم، ونشأت للتعبير عن مشروعه السياسي والاجتماعي. ولكنها لا تغير من أمر حقيقة ذاتية وموضوعية آمنت بها ولا زلت وهي أني ساهمت في تأسيس “الأنوار” بقناعة شخصية أنها جريدة محلية مستقلة عن جميع الهيآت السياسية. ومما يشهد على ذلك المقال الذي كتبته في الموضوع ونشرته في عددها الثالث والأربعين بعد المائتين (من 25 يوليوز إلى 25 غشت 1997) عقب عودتها إلى سيرتها الأولى كجريدة محلية تطاونية، أكدت فيه- من بين ما أكدت- على شرط “الاستقلال الكامل عن إرادة أية جهة من الجهات”، وتمنيت فيما تمنيت حضور “استقلال القرار”، و”دوام حرية الإرادة” لدى الأنواريين القدامى والجدد منهم، فكتبت قائلا تحت عنوان “تاريخ الأنوار ومقتضيات التوهج”: ” ولو قدر لها الاستمرار، لصنعت من الأنوار وهجا وهاجا، يسطع بضوئه، فيملأ الآفاق ضياء؛ شريطة توحد كان يكون منهم في الرؤية، وتبصر بالقصد، واشتراك في قضية محددة، واستقلال كامل عن إرادة أية جهة من الجهات”. ثم تمنيت على الأنواريين ” الحرص على أن تكون “الأنوار” مستقلة القرار، حرة الإرادة، لا ولاء لها إلا لقضيتها الإعلامية في بعدها المحلي، وفي امتدادها الوطني”. فإذا كنتم تقصدون أن جريدة “الأنوار” شكلت في مرحلتها “الوطنية” أولا، والمحلية ثانيا لسان حال “منظمة العمل الديموقراطي الشعبي”- بل وحتى بعد العدد الرابع من انطلاقتها المحلية- فقد يحتمل أنكم أصبتم الحق فيما تقصدون. أما إذا كنتم تقصدون أنها انطلقت في تأسيسها كلسان حال الحزب المذكور، فقد جانبتم الحق كليا، على الأقل من وجهة نظري كمشارك في تأسيسها؛ إذ لم يكن صنيعي في تأسيسها بغاية التبعية إلا لقناعاتي، ولا عملي في تحريرها بقصد التخلي عن الاستقلالية إلا في أفكاري فقد كنت أعي أن “شرط الاستقلالية” ضمانة عظيمة في نجاح أية مبادرة إعلامية في مدينة كمدينتنا كل الولاءات فيها مباحة إلا الولاء المديني، على ما تقاسيه تطاون من ويلات “التصاحف”، وما تعانيه من آفات “التثاقف” كما لم تعانيه أية مدينة أخرى.
ولذلك أرجو من أخوتكم، متى أقررتم أحد الوجهين مما علمتم، أن تبادروا إلى الإعلان عنه بالكيفيات والوسائل التي تقدرونها ملائمة ؛ فإن كان مما ترون مخالفا لما أرى، فلا بأس؛، لأن تاريخ الإعلام في الشمال سيجد يوما من يكتب حقائقه، وإن كنتم ترون ما أرى، فذلك من فضل تسامحكم، وإشارة من روح الأمانة التاريخية التي لا أشك أنكم تتحلون بها
والسلام(*).
محمد بلال أشمل
تطاون العامرة
اعلن تضامنك وشارك بالتوقيع في هذه الحملة بالضغط هنا
حتى الآن عدد التوقيعات في هذه الحملة: 0 حيث وقع كل من (الأحدث أولا):
عرض التوقيعات من التوقيع رقم 1 إلي التوقيع رقم 0